قصص

قصة الرجل الرمادي

لنوم بقى صعب، كل ما اغمض عيني بسمع صوت حاجة بتتحرك، بشوف خيال إنسان بيمشي بطرف عيني.
“لسه مش عارف تنام”؟! سمعت مراتي بتسألني، لفيت ليها بحب علشان ارد عليها لقيتها نايمة اصلا!
جسمي قشعر، سمعتها بتتكلم!
“دودو” قولتها بصوت واطي، مردتش، كررتها، همهمت وواضح انها نايمة خالص.
اتعدلت على السرير وقبل ما اغمض عيني احاول انام شوفته قدامي! مخلوق شبه البشر بس جلده اسود زي التعبان، عينه صفرا، بقه رفيع وفيه نمش رمادي محفور على خده! واقف قدامي مباشرة وبصلي وبعدها دخل يمين ناحية الباب بتاع الاوضة واختفى!
جسمي مش على بعضه، كنت هصرخ، قومت برجلين بتترعش وايد مهزوزة بصيت في الأوضة ملقتش حاجة، حتى الباب مقفول! مفيش غير التسريحة والدولاب!
التسريحة جديدة لسه جايبنها النهاردة، شكلها جميل وعلى طراز قديم من النوع اللي بحبه، فيها زخارف كتير وحروف بارزة لونها اسود، عليها ٤ حروف هما “أ” و”غ” و”ص” وخ”.
مركزتش فيها اوي، بس قربت من الدولاب بتردد، قريت قرآن في سري، مديت ايدي وزقيت الباب الجرار وبصيت في الدولاب، فاضي، لمحت بطرف عيني دنيا مراتي قاعدة على السرير مربعة رجلها بشكل غريب وبصالي!
لفيت ليها لقيتها نايمة! متغطية! جسمي بدأ يتنفض بوضوح، دقات قلبي سريعة زي ما يكون قلبي هينط من صدري، بصيت حواليا بجنون ومش فاهم حاجة، لمحت خيال راجل بيعدي من جنبي رايح ناحية الباب، لفيت ملقتش حاجة، خبطت بايدي على الدولاب بعصبية، دنيا صحيت وبصت لي باستغراب ومخضوضة “في ايه”؟!
رديت بصوت مقطع، “شوفته، شوفت، كان هنا وبعدين اختفى”!
قامت والخوف على وشها “اهدى طيب، اهدى في ايه مش فاهمة”!
حاولت أتمالك اعصابي، نورت النور بتاع النجفة واخدت دقائق لحد ما انفاسي بدأت تتظبط والخضة هديت.
حكيت ليها اللي حصل، عينها فيها استغراب وعدم تصديق، حقها، انا نفسي مش مصدق، طبطت عليا وقعدت على السرير وسندت ضهرها وانا جنبها قاعد ببص حواليا كل ثانية، دقائق وسمعنا صوت خربشة غريبة، زي ما يكون قط بيخربش في خشب، قومت بخوف ودنيا بتسالني “مالك”؟! شاورت ليها تسكت، قولتها “سامعة”؟! الرعب رسم نفسه على ملامحها اكتر، ردت بخوف “مش سامعة حاجة”!
كنت هتعصب عليا، سامع صوت خربشة في الخشب! لسه هقولها تركز لقيت النجفة نورها بيتذبذب!
ثواني والكهرباء فصلت!
صرخت، جريت على دنيا على السرير وحضنتها، حاسس بجسمها بيتنفض بين دراعي. قولتها “اهدي انا جنبك”. شميت ريحة غريبة زي السمك حواليا، جسمها بيتنفض، لا لا ده كان بيتمدد! زي ما تكون بتتضخم بين دراعي!
شهقت وقومت بخوف، حسيت بصوتها جاي من ورايا بتقول “انت فين يا مجدي”!
لفيت باتجاه الصوت وقربت وعلى ضوء القمر اللي داخل من الستارة شوفتها واقفة على جنب، رجعت بعيني على السرير لقيت المخلوق الغريب اللي شبه البشر قاعد! ده اللي حضنته! مسكت ايد دنيا علشان اطلع من الأوضة، حسيت أن أيدي بتوجعني! مسكتها بكف أيدي لقيت حاجة لزجة!
دم!
دوخة جامدة حصلتلي، النور جه لقيت دنيا عينها متنحة، متجمدة، الستارة ثابتة زي ما يكون حد شايلها، كل حاجة جامدة وثابتة حتى الصوت بقى صمت تام!
حاولت اتحرك معرفتش، جسمي اتشل، لقيت التسريحة الجديدة بيظهر على حوافها حاجة زي النار السودا، وبعدها اتشكل دخان اتجمع قدامها، المخلوق الغريب اتشكل!
“انت ملكي”! قالها بصوت عميق، قرب وهو مش ماشي، طاير على دخان اسود، لحد ما وصل قدامي، النمش على وشه بدأ يتحرك زي الدود وطار في الهوا بهدوء لحد ما نزل على وشي، حاولت اصرخ، اقاوم، دنيا جامدة جنبي، الستارة ثابتة، الصوت ليه صدى، حسيت بوجع في كل جسمي وبعدها المخلوق ده صرخ وطلع من بقه دخان غطى كل حاجة حواليا!
مش فاكر قد ايه مر عليا وانا محبوس، اللي فاكره ان بعد ما الدنيا ضلمت لقيت دنيا بتتحرك عادي زي ما كانت منومة مغناطيسي، ودورت عليا في الشقة وصرخت واختفت من الأوضة، حاولت اطلع أو اصرخ معرفتش، شوفتها بعد كام يوم دخلت جابت هدومها وخرجت، وبعدها بكام يوم جت تاني عيطت قدامي ونادت اسمي وخرجت، مش عارف اكلمها او اقولها اني محبوس لاني مش عارف محبوس ازاي أو فين!
بعد فترة دنيا جت ولمت كل حاجاتها من الأوضة وبعدها بكذا ساعة طلع ناس شالوا الأوضة ونزلوها عربية نقل وبعدها طلعت شقة جديدة!
تقريبا انا محبوس في الأوضة نفسها! روحي متعلقة بإطار معين مش عارف هو ايه!
بعد يومين تقريبا جت واحدة ست وبدأت تلف على المكان اللي انا فيه وقالت لراجل جنبها “تسريحة لقطة، حلوة اوي، بس ايه حكاية الحروف دي، واشمعنى ٥! وقربت وشها كأنها بتقرأ حاجة “غ” و”ص” وخ”.. و”م”!
#تمت
#عبدالرحمن_دياب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى